في رسالتين للماجستير، سجّلتا في كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنّة، بجامعة أم القرى. وهي دراسة تعنى بآيات الأحكام، التي إنّما ترد ـ غالباً ـ في السور المدنيّة، وجُلّ السور التي سأتناولها في دراستي إنّما هي من السور المكيّة، والفرق بين السور المكيّة والمدنيّة لا يخفى على غير المتخصّص، فضلاً عن المتخصّص. وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ، فقال :" والسور التي أنزلها الله بمكّة مثل: الأنعام، والأعراف، وذوات :( الر )، و ( حم )، و ( طس )، ونحو ذلك؛ هي متضمّنة لأصول الدين، كالإيمان بالله، ورسله، واليوم الآخر "(١).
وأوضح ذلك الإمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ، فقال: ".. والاعتناء في السور المكيّة إنّما هو بأصول الدين؛ من تقرير التوحيد والمعاد والنبوّة. وأمّا تقرير الأحكام والشرائع، فمظنّة السور المدنيّة "(٢).
وإذا كان هذا شأن السور المكيّة؛ كان الأحرى أن تُخصّ بدراسة، كما خصّت السور المدنيّة بدراسات.
وقد أحصيت آيات الأحكام من مجموع الآيات التي سأقوم بدراستها ( إن شاء الله )، فلم يتجاوز عددها أربع عشرة آية، من مئة وثمان وخمسين آية.
هذا، مع اختلاف المنهج في الدراستين: الفقهيّة والتفسيريّة، فالأولى تبرز شيخ الإسلام فقيهاً. أمّا الثانية فإنّها تبرزه مفسّراً، وهذا ما تهدف إليه هذه الدراسة المتخصّصة.
٤ ـ (أصول التفسير بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المفسّرين ):
للباحث عبد الله ديرية، وهي رسالة ماجستير سجّلت في قسم القرآن بالجامعة الإسلاميّة.
وهي تُعنى بذكر الأصول التي اعتمد عليها شيخ الإسلام في تفسيره، فهي دراسة تأصيليّة لا تفسيريّة، وقد قسّم الباحث رسالته إلى أربعة أبواب وخاتمة:

(١) مجموع الفتاوى: ١/ ١٢٣.
(٢) التبيان في أقسام القرآن ( الرياض: رئاسة إدارات البحوث العلميّة والإفتاء والدعوة والإرشاد ): ص١٢٤.


الصفحة التالية
Icon