؟ قوله تعالى: ﴿.. وما ذُبح على النُّصُب.. ﴾[ المائدة: ٣ ]. قال الشيخ ـ رحمه الله ـ بعد أن ذكر قولين في معنى الآية: " وفيها قول ثالث ضعيف أنّ المعنى: على اسم النصب، وهذا ضعيف، لأنّ هذا المعنى حاصل من قوله تعالى: ﴿.. وما أُهِلّ لغير الله به.. ﴾[ المائدة: ٣ ]، فيكون تكريراً. ولكنّ اللفظ يحتمله "(١).
٨. أن يذكر قولين دون اختيار، على أنّ الآية تحتملهما.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ وأمّا الذين سُعدوا ففي الجنّة خلدين فيها ما دامت السموات والأرض.. ﴾[ هود: ١٠٨ ]. ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في معنى هذه الآية قولين:
o أحدهما: أنّ المراد سماء الجنّة، وأرض الجنّة.
o والثاني: أنّها سماء الدنيا المعروفة، وأرضها المعروفة.
واستدلّ لكلٍ منهما بدليل، وظاهر صنيعه احتمال الآية للقولين جميعاً(٢).
٩. أن يذكر قولين، ثمّ يذكر أنّهما متلازمان.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. ومن قبله كتب موسى إماماً ورحمة.. ﴾[ هود: ١٧ ]. قال ـ رحمه الله ـ: " فقوله: ( ومن قبله ) الضمير يعود إلى القرآن، أي: من قبل القرآن.. وقيل: يعود إلى الرسول.. وهما متلازمان "(٣).
١٠. أن يذكر قولين في الآية، ثمّ يذكر أنّ الأوّل أصحّهما.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ قل لو كان معه ءالهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً ﴾ [الإسراء: ٤٢ ]. ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في معنى هذه الآية قولين:
o أحدهما: إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً بالعبادة له والتقرّب إليه.
o والثاني: إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً إلى أن يزيلوا ملكه بالمغالبة.

(١) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ( الرياض: شركة العبيكان للطباعة والنشر ): ٢/٥٦٢. وينظر: ص ١٤٣ من هذه الرسالة.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٥/١٠٩، ١١٠. وينظر: ص ٦١١ من هذه الرسالة.
(٣) مجموع الفتاوى: ١٥/٧٤. وينظر: ص ٥٩٧ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon