ثمّ اختار الأوّل، وقال: " هذا أصحّ القولين "(١).
١١. أن يذكر قولين على أنّهما وجهان في الآية، وينصّ على صحّتهما، ثمّ يذكر أنّ الثاني أحسن وأتمّ.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ قل أيّ شي ء أكبر شهدة قل الله شهيد بيني وبينكم.. ﴾[ الأنعام: ١٩ ]. ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في قوله: ( قل الله ) وجهين:
o أحدهما: أنّه جواب السائل، وقوله: ( شهيد ): خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو شهيد.
o والثاني: أنّه مبتدأ. وقوله: ( شهيد ) خبره.
ثمّ قال: " وكلاهما صحيح، لكنّ الثاني أحسن وأتمّ "(٢).
١٢. أن يذكر قولين في موضع على أنّهما وجهان، ثمّ يختار أحدهما في موضع آخر.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. إنّكم لسارقون ﴾[ يوسف: ٧٠ ]. ذكر الشيخ في تسميتهم سارقين وجهين:
o أحدهما: أنّه من باب المعاريض. أي: إنّهم سرقوه من أبيه.
o والثاني: أنّ المنادي هو الذي قال ذلك من غير أمر يوسف، أراد أنّهم سارقون حقيقة.
ولم يختر الشيخ واحداً منهما(٣).
ثمّ اختار في موضع آخر الوجه الأوّل، ولم يذكر غيره(٤).
١٣. أن يذكر قولين، ثمّ يختار أحدهما، ويذكر أنّ الآخر متوجّه أو محتمل.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.. ﴾[ يونس: ٥ ]. اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ قوله: (لتعلموا )متعلّق بقوله: ( وقدّره )، لا بجعل، لكنّه لم يستبعد هذا الثاني(٥).
١٤. أنّ يذكر أنّ القولين متلازمان، ثمّ يختار أحدهما.
ومن الأمثلة على ذلك:

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٦/١٢٢، ١٢٤، ٥٧٧. وينظر: ص ٧٠٨ من هذه الرسالة.
(٢) مجموع الفتاوى: ١٤/١٩٣. وينظر: ص ٣١٨ من هذه الرسالة.
(٣) ينظر: الفتاوى الكبرى: ٣/٢١١.
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٦/٤٥١. وينظر: ص ٦٤٨ من هذه الرسالة.
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢٥/١٣٤، ١٤٢. وينظر: ص ٥٥٩ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon