؟ قوله تعالى: ﴿ وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين.. ﴾[ إبراهيم: ٣٣ ]. فقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ قول ابن عطيّة(١)، والبغويّ(٢)، وابن الجوزيّ(٣).
وقد نقل عن ابن عطيّة قوله: " وحكى الطبريّ، عن مقاتل بن حيّان(٤)، يرفعه إلى
ابن عبّاس، أنّه قال: معناه: دائبين في طاعة الله. قال [ يعني ابن عطيّة ]: وهذا قول إن كان يُراد به أنّ الطاعة: انقيادهما للتسخير، فذلك موجود في قوله [ وسخّر ]. وإن كان يُراد أنّها طاعة مقدورة، كطاعة العبادة من البشر؛ فهذا بعيد ".

(١) أبو محمّد عبد الحقّ بن غالب الغرناطيّ، والقاضي الفقيه المالكي، أخذ العلم على أبيه، له مؤلّفات عدّة، أشهرها كتابه في التفسير ( المحرّر الوجيز )، مات سنة: اثنتين وأربعين وخمس مئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ١٩/٥٨٧، وطبقات المفسّرين: ١/٦٠ ).
(٢) أبو محمّد الحسين بن مسعود بن محمّد البغويّ، الشافعيّ الفقيه، الملقّب بمحيي السنّة. كان إماماً في التفسير والحديث والفقه، من تصانيفه: معالم التنزيل في التفسير، مات سنة ستّ عشرة وخمس مئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ١٩/ ٤٣٩، وطبقات المفسّرين: ١/ ٤٩ ).
(٣) أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبيد الله البكري، ابن الجوزيّ البغدادي، الحنبليّ الواعظ، صاحب التصانيف المشهورة في أنواع العلوم، مات سنة سبع وتسعين وخمس مئة. ( ينظر: سير أعلام النبلاء: ٢١/٣٦٥، وطبقات المفسّرين: ١/٦١ ).
(٤) مقاتل بن حيّان بن دَوَال دُور، أبو بسطام النبطيّ، البلخي، الخزّار. حدّث عن الشعبيّ، ومجاهد. وروى عنه: =
= إبراهيم بن أدهم، وابن المبارك، مات في حدود الخمسين ومئة. ( ينظر: مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم البستي (بيروت: دار الكتب العلميّة ): ص١٩٥، وسير أعلام النبلاء: ٦/٣٤٠ ).


الصفحة التالية
Icon