كذا؛ أي: عرفت.. وقال الضحّاك(١): الناظرون. وقال ابن زيد(٢): المنتقدون. وقال قتادة(٣): المعتبرون ".
ثمّ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ بعد ذلك: " وكلّ هذا صحيح، فإنّ المتوسّم يجمع ذلك كلّه "(٤).
؟ قوله تعالى: ﴿ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه.. ﴾[ الإسراء: ٥٧ ]. فقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ أقوال السلف في المراد بالذين يدعون في الآية، وأنّ منهم من قال: عيسى ابن مريم وعزير والملائكة، ومنهم من قال: الجنّ، ومنهم من قال: الملائكة.
ثمّ قال: " وهذه الأقوال كلّها حقّ، فإنّ الآية تعمّ كلّ من كان معبوده عابداً لله، سواء كان من الملائكة، أو من الجنّ، أو من البشر.. "(٥).
٢٣. أن يختار العموم، ثمّ يذكر أنّ تناوله لبعض أفراده أقوى.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. وطعام الذين أوتوا الكتب حلٌ لكم.. ﴾[ المائدة: ٥ ].

(١) هو الضحّاك بن مزاحم، أبو القاسم الهلاليّ، صاحب التفسير. حدّث عن أبي سعيد الخدريّ، وابن عمر. حدّث عنه: عمارة، ومقاتل. مات سنة: ثنتين ومئة. ( ينظر: التاريخ الكبير: ٤/٣٣٢، والثقات لابن حبّان (بيروت: دار الفكر): ٦/٤٨٠ ).
(٢) هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، العمريّ، المدنيّ. كان صاحب قرآن وتفسير. حدّث عن أبيه، وابن المنكدر. روى عنه أصبغ بن الفرج، وقتيبة. مات سنة اثنتين وثمانين ومئة. ( ينظر: التاريخ الكبير: ٥/٢٨٤، وسير أعلام النبلاء: ٨/٣٤٩).
(٣) هو التابعي قتادة بن دعامة السدوسي البصري، مفسّر حافظ، تكلّم في القدر، وربّما دلّس في الحديث، مات سنة ثمان عشرة ومئة. ( ينظر: الثقات: ٥/ ٣٢٢، وتذكرة الحفّاظ: ١/ ٩٢ ).
(٤) مجموع الفتاوى: ١٧/١١٨. وينظر: ص ٦٨٨ من هذه الرسالة.
(٥) الاستغاثة: ٢/ ٤٤٢، ٤٤٥. وينظر: ص ٧١٢ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon