فقد اختار الشيخ في هذه الآية: عموم لفظ الطعام في جميع ما يؤكل من فاكهة ولحم وغيرهما، ثمّ ذكر أنّ تناوله للّحم أقوى من تناوله للفاكهة ونحوها(١).
٢٤. أنّ يذكر أنّ اللفظ أعمّ من أن يكون متناولاً لبعض أفراده، لكنّ سبب النزول يقتضي ذلك.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ فإن عُثر على أنّهما استحقا إثماً فاخران يقومان مقامهما من الذين
استحقّ عليهم الأولين..﴾
[ المائدة: ١٠٧ ].
قال الشيخ ـ رحمه ـ: " وقوله بعد ذلك: ﴿ فإن عثر على أنّهما استحقا إثماً..﴾ أعمّ من أن يكون في الشهادة أو الأمانة، وسبب نزول الآية يقتضي أنّه كان في الأمانة "(٢).
٢٥. أن يذكر الأقوال في موضع دون اختيار، ثمّ يختار أحدها في موضع آخر.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. ونُسُكي.. ﴾[ الأنعام: ١٦٢ ]. فقد ذكر الشيخ في موضع ثلاثة أقوال في معنى هذه الآية، وهي: الذبح، والحجّ، والعبادة مطلقاً(٣). وفي موضع آخر اختار أحدها وهو الذبح ابتغاء وجه الله(٤).
﴿ المبحث الثاني ﴾
صيغ الترجيح في التفسير وأساليبه عند ابن تيميّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي بإجمال:
١ - ذكر القول الراجح، مع تضعيف أو تغليط القول الآخر المرجوح.
٢ - الاقتصار على القول الراجح في موضع، مع ترجيحه على غيره في مواضع أخرى.
٣ - ذكر القول المرجوح مع النصّ على خطئه أو ضعفه، ثمّ ذكر القول الراجح.
٤ - إثبات القول الراجح، ونفي المرجوح، أو العكس.
٥ - أن يصدّر الكلام بقوله: " والصحيح "، أو " والصحيح من القولين" ونحو ذلك، مقتصراً عليه بما يُفهم منه القول المرجوح.

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ٣٥/٢١٧. وينظر: ص ١٤٥ من هذه الرسالة.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٤/٤٨٤. وينظر: ص ٣٠٨ من هذه الرسالة.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢٧/ ٣٦٨.
(٤) ينظر: السابق: ١٦/ ٥٣٢. وينظر: ص ٣٨٦. وينظر أيضاً للاستزادة: ص ٦٠٩.


الصفحة التالية
Icon