رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الخطاب في هذه الآية يقتضي أنّ كلّ قائم إلى الصلاة فإنّه مأمور بما ذُكر من الغَسل والمسح وهو الوضوء، ما لم يكن توضّأ من قبل، فلا يلزمه الوضوء حينئذٍ. ثمّ ذكر قولين آخرين في معنى الآية، وحكم عليهما بالضعف(١).
٧ ـ أن يذكر القول الأوّل، ثمّ يذكر الثاني بصيغة توحي بعدم رجحانه، ثمّ يذكر أنّ الصواب هو الأوّل.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم.. ﴾[ المائدة: ٧٢، ٧٣ ]. مع قوله تعالى: ﴿.. وقالت النصرى المسيح ابن الله.. ﴾[ التوبة: ٣٠ ].
رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ أقوالهم هذه هي أقوال عامّتهم، وليس كلّ واحد منها قول طائفة منهم. ثمّ قال :" لكن من الناس من يظنّ أنّ هذا قول طائفة منهم، وهذا قول طائفة منهم كما ذكره طائفة من المفسّرين، كابن جرير، والثعلبيّ وغيرهما..".
إلى أن قال: " والصواب: أنّ هذه الأقوال جميعها قول طوائف النصارى المشهورة.. "(٢).
٨ ـ أن يذكر قولاً يصدّره بقيل، ثمّ يقول: " والصواب كذا.. ".
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. سمّعون للكذب سمّعون لقوم ءاخرين لم يأتوك.. ﴾[ المائدة: ٤١ ].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " قيل: اللام لم ( كي )، أي: يسمعون ليكذبوا، ويسمعون لينقلوا إلى قوم آخرين لم يأتوك، فيكونون كذّابين ونمّامين جواسيس، والصواب: أنّها لام التعدية "(٣).
٩ ـ أن يذكر قولين يصدّرهما بقيل، ثمّ يرجّح الثاني بقوله: " وهذا هو الصواب " ونحوه.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. فأنسه الشيطن ذكر ربّه.. ﴾[ يوسف: ٤٢ ].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ :" قيل: أنسى يوسف ذكر ربّه لمّا قال:{.. اذكرني

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢١/ ٣٦٧- ٣٧٧. وينظر: ص ١٦٤ من هذه الرسالة.
(٢) الجواب الصحيح: ٢/ ١١، ١٢. وينظر: ص ٢٨٠ من هذه الرسالة.
(٣) مجموع الفتاوى: ١٤/ ٤٥٢. وينظر: ص ٢٣٥ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon