عند ربّك }. وقيل: بل الشيطان أنسى الذي نجا منهما ذكر ربّه. وهذا هو الصواب "(١).
١٠ ـ أن يذكر قولين يختار أحدهما، ثمّ يذكر قولاً ثالثاً يضعّفه.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض.. ﴾[ المائدة: ٤٢ ].
ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ العلماء قد اختلفوا في التخيير في هذه الآية هل هو منسوخ أم هو باق على إحكامه؟ فذهب طائفة من أهل العلم إلى أنّه منسوخ، وذهب آخرون إلى عدم النسخ.. قال الشيخ: " وهذا أصوب، فإنّ النسخ لا يكون بمحتمل، فكيف بمرجوح؟! ".
ثمّ ذكر قولاً ثالثاً بصيغة التضعيف، وهو أنّ الحكم إنّما يجب في مظالم العباد دون غيرها(٢).
١١ ـ أن يذكر قولين، ثمّ يرجّح الثاني، ويذكر أنّ القول الأوّل يناسب القراءة الثانية.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه.. ﴾[ المائدة: ٤٧ ].
رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الأمر في قوله: ( وليحكم ) ـ على قراءة الجمهور ـ لمن كان موجوداً في زمن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعد البعثة، خلافاً لمن قال إنّه لمن كان موجوداً قبل مبعث النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ممّن كان الإنجيل الحقّ موجوداً عندهم(٣).
وقد ذكر الشيخ أنّ هذا القول الأخير يناسب مناسبة ظاهرة قراءة من قرأ: (ولِيحكم ) بكسر اللام(٤).
١٢ ـ أن يذكر وجهين، فيذكر أنّ الأوّل مرجوح، وأنّ الصحيح هو الوجه الثاني.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ وعلى الله قصد السبيل.. ﴾[ النحل: ٩ ].

(١) مجموع الفتاوى: ١٥/ ١١٢. وينظر: ص ٦٤٠ من هذه الرسالة.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢٨/ ١٩٧، ١٩٨. وينظر: ص ٢٤١ من هذه الرسالة.
(٣) ينظر: الجواب الصحيح: ٢/ ٤٢٥.
(٤) ينظر: السابق: ٢/ ٤٢٤. وينظر: ص ٢٦٦ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon