رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ السبيل في الآية اسم جنس، وذكر قولاً آخر، وهو أنّ المراد بالسبيل سبيل الشرع، وأنّه لو كان المراد الجنس لم يكن منها جائر. وقد أجاب عن ذلك بقوله إنّ هذا القول " هو أحد الوجهين في دلالة الآية، وهو مرجوح. والصحيح الوجه الآخر: أنّ السبيل اسم جنس.. "(١).
١٣ ـ أن يذكر قراءتين في الآية، ثمّ يرجّح إحداهما.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. وهو يُطعِم ولا يُطْعَم.. ﴾[ الأنعام: ١٤ ].
رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذه الآية: قراءة الجمهور ( بضمّ الياء )، خلافاً لما ذهب إليه الزجّاج ـ رحمه الله ـ من ترجيح القراءة الأخرى ( بفتح الياء الثانية )، وأنّها الاختيار عند البصراء بالعربيّة.
قال الشيخ بعد أن نقل قول الزجّاج: " قلت: الصواب المقطوع به أنّ القراءة المشهورة المتواترة أرجح من هذه "(٢).
١٤ ـ أن يذكر الأقوال، ثمّ يقول: " والتحقيق " فيذكر القول الراجح.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم.. ﴾[ التوبة: ١٢٨ ].
ذكر الشيخ في معنى هذه الآية قولين:
o أحدهما: أنّ الخطاب للعرب.
o والثاني: أنّه لجميع الناس.
ثمّ قال: " والتحقيق: أنّه خوطب به أوّلاً العرب، بل خوطب به أوّلاً قريش، ثمّ العرب، ثمّ سائر الناس.. "(٣).
؟ قوله تعالى: ﴿ أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الّيل.. ﴾[ الإسراء: ٧٨ ].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " فطائفة من السلف قالوا: دلوكها غروبها، والتحقيق أنّ الزوال أوّل دلوكها، والغروب كمال دلوكها "(٤).
١٥ ـ أن ينصّب نفسه حكماً بين طائفتين.
(٢) جامع المسائل: ١/ ١١٢. وينظر: ص ٣١٥ من هذه الرسالة.
(٣) تفسير آيات أشكلت: ١/ ٢٣٦. وينظر: ص ٥٥٨ من هذه الرسالة.
(٤) جامع المسائل: ١/ ٥٧. وينظر: ص ٧١٨ من هذه الرسالة. وينظر ـ للاستزادة ـ : مجموع الفتاوى: ١٥/ ٦٤.