ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. وما كنّا غائبين ﴾[ الأعراف: ٧ ]، مع قوله تعالى: ﴿.. يؤمنون
بالغيب.. ﴾[ البقرة: ٣ ].
فقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ اختلاف الناس في هاتين الآيتين، وهل يسمّى الله غائباً؟، ثمّ قال: " وفصل الخطاب بين الطائفتين أنّ اسم الغيب والغائب من الأمور الإضافيّة، يراد به ما غاب عنّا فلم ندركه، ويراد به ما غاب عنّا فلم يدركنا.. والله سبحانه شهيد على العباد، رقيب عليهم، مهيمن عليهم، لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء، فليس هو غائباً، وإنّما لمّا لم يره العباد كان غيباً "(١).
هذا ما ظهر لي من صيغ الاختيار والترجيح وأساليبه عند الشيخ ـ رحمه الله ـ، وهو مصدّق لما ذُكر عنه من الإمامة في التفسير، والله تعالى أعلم.
﴿ الفصل الثالث ﴾
وجوه الاختيار والترجيح في التفسير
عند ابن تيميّة
وفيه مبحثان:
المبحث الأوّل: وجوه الاختيار في التفسير
عند ابن تيميّة
المبحث الثاني: وجوه الترجيح في التفسير
عند ابن تيميّة
وجوه الاختيار والترجيح في التفسير
عند ابن تيميّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد اعتنى العلماء والباحثون، قديماً وحديثاً بموضوع الترجيح، وعقدوا له أبواباً، وصنّفوا فيه مصنّفات، وكانت عناية علماء أصول الفقه سابقة في هذا المجال، حيث خصّصوا لموضوع التعارض والترجيح أبواباً في مصنّفاتهم، وتباروا في ذكر أوجه الترجيح بين النصوص المتعارضة(٢).
(٢) ينظر ـ على سبيل المثال ـ: " المستصفى من علم الأصول للغزالي ( دار صادر ): ٢/ ٣٩٢ وما بعدها، والمحصول للرازي: ٥/ ٥٢٩، والإحكام للآمدي: ٤/ ٣٢٠.