أمّا علماء التفسير، فقد كانت عنايتهم بهذا الفنّ متأخّرة، بل إنّ علم أصول التفسير لم يتبلور بشكل مكتمل إلا في وقت متأخّر من هذا العصر، وجلّ الذين كتبوا في ذلك خصّصوا أبواباً لوجوه الترجيح وقواعده في التفسير، حتّى جاء الباحث حسين بن علي الحربي ـ وفّقه الله ـ فتتبّع هذه القواعد في بعض مظانّها من كتب التفسير المعتمدة، وأخرجها في رسالة علميّة بعنوان: ( قواعد الترجيح عند المفسّرين: دراسة نظريّة تطبيقيّة )(١)، فصارت مرجعاً مهمّاً للباحثين، ولا يزال هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من الدراسات والبحوث لأهميّته.
وقد قمت بتتبّع وجوه الاختيار والترجيح عند الشيخ ـ رحمه الله ـ فظفرت بعدد لا بأس به من ذلك، وقد قسّمتها إلى مبحثين، أحدهما خصّصته لوجوه الاختيار، والثاني لوجوه الترجيح.
﴿ المبحث الأوّل ﴾
وجوه الاختيار في التفسير عند ابن تيميّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي بإجمال:
١. دلالة الكتاب والسنّة.
٢. لغة القرآن.
٣. دلالة سبب النزول.
٤. موضوع السورة.
٥. الجمع بين الأقوال والمنقولات.
٦. القياس.
٧. شهرة القول.
٨. النظائر.
٩. القرائن.
١٠. عادة العرب.
١١. السياق.
١٢. قول كثير من السلف.
١٣. ما عليه الأكثرون.
التفصيل:
١. دلالة الكتاب والسنّة.
وهذا الوجه هو أهمّ الوجوه وأقواها.
ومن الأمثلة على ذلك:

(١) قد طبعت هذه الرسالة في مجلّدين لطيفين، بواسطة دار القاسم بالرياض عام: ١٤١٧هـ.


الصفحة التالية
Icon