وقال أيضاً في خاتمة بحثه(١): " حاجة تفسير شيخ الإسلام إلى دراسات أخرى تبيّن منهجه، وأسس ذلك المنهج التي اعتمد عليها، والمكوّنات التي تضمّنها، فإنّ في ذلك عوناً كبيراً لطلبة العلم، تساعدهم على معرفة أسرار وأسباب العمق فيه، والإجادة له ".
؟ الثاني : أن السّور التي قام الباحث بدراسة الاختيارات فيها، كلّها مدنيّة، ( مع الاختلاف في سورة الفاتحة )، بخلاف السور التي سأقوم بدراستها، فإنّ جلّها مكيّة، وقد سبق قول شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيّم حول أهميّة السور المكيّة، وما تتضمّنه من أصول الدين والعقيدة..
هذا ما يتعلق بالقسم الثاني من هذه الدراسة، وهو: جمع اختيارات ابن تيمية وترجيحاته في التفسير ودراستها، وهو المقصود الأساس.
أما القسم الأوّل منها، فقد قسّمته إلى أربعة فصول:
؟ الفصل الأوّل: أسباب الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيمية.
؟ الفصل الثاني: صيغ الاختيار والترجيح في التفسير وأساليبه عند ابن تيمية.
؟ الفصل الثالث: وجوه الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيمية.
؟ الفصل الرابع: أثر اختيارات ابن تيمية وترجيحاته في التفسير على من بعده.
أما الفصل الأوّل، (وهو أسباب الاختيار والترجيح عند ابن تيمية )، فلم أجد ـ بعد الاطلاع والنظر ـ من تحدث عن هذه الأسباب، وذلك أنّ معرفتها مبنيّ على جمع الاختيارات والترجيحات ودراستها، وقد سبق أنّ أحداً لم يجمع اختيارات الشيخ وترجيحاته في التفسير سوى الباحث الأوّل محمّد بن زيلعي، في السور الأربع الأولى من القرآن، ولم يتطرّق إلى ذكر الأسباب.