المشابهة للآية المفسَّرة، وهو من تفسير القرآن بالقرآن.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿. أنّه مَن ْ عمل منكم سوءاً بجهلة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم ﴾[ الأنعام: ٥٤ ].
فقد ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذه الآية ونحوها قولين، أحدهما: أنّ الفصل لمّا طال بين ( أنّ ) واسمها وخبرها؛ أعاد ( أنّ ) لتقع على الخبر لتأكيده بها. ثمّ قال: " وأحسن من هذا أن يقال: كلّ واحدة من هاتين الجملتين جملة شرطيّة مركّبة من جملتين جزئيتين.." إلى آخر ما ذكر.
وأجاب الشيخ عما ذكروه من طول الفصل بأنّه منتقض بمثل قوله تعالى: ﴿.. إنّه من يتّق ويصبر فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين ﴾[ يوسف: ٩٠ ]، حيث أعيدت ( إنّ ) مع أنّ الفصل لم يَطُل. وكذلك قوله تعالى: ﴿ إنّه من يأت ربّه مجرماً فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحي ﴾[ طه: ٧٤ ](١).
؟ قوله تعالى: ﴿ إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطن إلا من اتّبعك من الغاوين ﴾ [ الحجر: ٤٢ ].
اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الاستثناء في هذه الآية منقطع، واحتجّ بنظائر ذلك في القرآن، ومنه: قوله تعالى: ﴿ إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطن وكفى بربّك وكيلاً ﴾[ الإسراء: ٦٥ ]، فلم يستثن منهم أحداً. وقوله تعالى: ﴿ إنّه ليس له سلطن على
الذين ءامنوا وعلى ربّهم يتوكّلون ﴾
[ النحل: ٩٩ ](٢).
٩. القرائن:
القرائن: جمع قرينة، وهي في اللغة فعيلة بمعنى: مفعولة، من الاقتران. وقرن الشيء بالشيء، وقرنه إليه يقرنه قرناً: شدّه إليه(٣).
وفي الاصطلاح: أمر يشير إلى المطلوب(٤).

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٥/ ٢٧٧. وينظر: ص ٣٢٨ من هذه الرسالة.
(٢) ينظر: جامع المسائل: ١/ ٢١٥. وينظر: ص ٦٨٥ من هذه الرسالة. وينظر ـ للاستزادة ـ: مجموع الفتاوى: ١٧/ ٢٣٠، ٢٣١.
(٣) ينظر: لسان العرب: ٥/ ٣٦١٠، ٣٦١١، مادّة ( قرن ).
(٤) التعريفات للجرجانيّ: ص١٧٤.


الصفحة التالية
Icon