فقد رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ هذا القول من كلام امرأة العزيز. قال: " وقوله: ﴿ وما أبرّي ء نفسي إنّ النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي.. ﴾ فمن كلام امرأة العزيز كما يدلّ القرآن على ذلك دلالة بيّنة لا يرتاب فيها من تدبّر القرآن.. "، ثمّ شرع في بيان ذلك(١).
؟ وقد صرّح بهذا الوجه من الترجيح في موضع آخر، كما في قوله تعالى: ﴿.. وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطغوت.. ﴾[ المائدة: ٦٠ ]. فإنّه قال: " وليس المراد: منهم من عبد الطاغوت كما ظنّه بعض الناس، فإنّ اللفظ لا يدلّ على ذلك، والمعنى لا يناسبه "(٢).
٣. المفهوم من القرآن:
ومراد الشيخ بذلك: ما يُفهم من القرآن لأوّل وهلة.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ ما ذكره الشيخ عند قوله تعالى: ﴿ فلمّا دخلوا على يوسف ءاوى إليه أخاه.. ﴾[ يوسف: ٦٩ ]، فإنّه ذكر في معنى هذه الآية قولين، أحدهما: أنّ يوسف ـ عليه السلام ـ
عرّف أخاه نفسه على الحقيقة. والثاني: أنّه لم يصرّح بذلك، وإنّما أراد: أنا مكان أخيك المفقود.
ثمّ قال الشيخ: " وهذا خلاف المفهوم من القرآن.. "(٣).
وهذه الأوجه الثلاثة السابقة من أوجه الترجيح، متقاربة.
٤. عرف القرآن:
والمراد به: ما عُرف في القرآن بالاستقراء والتتبّع، ويعبّر عنه البعض بعادة القرآن، أو الغالب من استعمال القرآن. وهو وجه معتبر من أوجه الترجيح في التفسير(٤).
ومن الأمثلة على ذلك:

(١) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٠/ ٢٩٨. وينظر: ص ٦٤٣ من هذه الرسالة.
(٢) منهاج السنّة: ١/ ١٣٣. وينظر: ص ٢٧٦ من هذه الرسالة.
(٣) الفتاوى الكبرى: ٣/ ٢١٠. وينظر: ص ٦٤٧ من هذه الرسالة.
(٤) ينظر: قواعد الترجيح : ١/ ١٧٢.


الصفحة التالية
Icon