ويريد به الشيخ: الترتيب الذي انتظمته الآية، وهو من أوجه الترجيح المعتبرة في التفسير(١).
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. وإن كنتم مرضى أو على سفر.. ﴾[ المائدة: ٦ ].
فقد رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ معنى الآية: " وإن كنتم مرضى أو على سفر، فتيمّموا، وإن كان مع ذلك قد جاء أحد منكم الغائط، أو لامستم النساء..".
إلى أن قال: " ولكن من الناس من يعطف قوله: ( أو جاء )، ( أو لامستم ) على قوله: ( إذا قمتم )، والتقدير: وإذا قمتم، أو جاء، أو لامستم. وهذا مخالف لنظم الآية، فإنّ نظمها يقتضي أنّ هذا داخل في جزاء الشرط.. "(٢).
٧. صون كلام الله عن التناقض:
وهو وجه من أوجه الترجيح عند الشيخ، فالقول الذي يفضي إلى مناقضة كلام الله بعضه لبعض، قول مرجوح.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. وما رميت إذ رميت ولكن ّ الله رمى.. ﴾[ الأنفال: ١٧ ].
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: " المعنى: ما أوصلت الرمي إذ حذفته، ولكنّ الله أوصله، وهزمهم به. فالذي أثبته الله لنبيّه، غير الذي نفاه عنه، وقد أثبت له رمياً بقوله: ( إذ رميت )، ونفى عنه رمياً بقوله: ( وما رميت )، فكان هذا غير هذا، لئلاّ يتناقض الكلام "(٣).
٨. القراءة الثابتة والمتواترة:
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ كدأب ءاَلِ فرعون والذين من قبلهم.. ﴾[ الأنفال: ٥٢ ].
فقد رجّح الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ الدأب في هذه الآية بالتسكين ـ وهو العادة ـ هو غير الدأَب بالتحريك الذي هو الاجتهاد. واحتجّ الشيخ بوجوه منها: أنّ الذي في القرآن مسكّن، ولم يقرأه أحد بالتحريك(٤).
؟ قوله تعالى: ﴿.. وهو يُطعِم ولا يُطعَم.. ﴾[ الأنعام: ١٤ ].

(١) ينظر: قواعد الترجيح: ٢/ ٤٥١.
(٢) مجموع الفتاوى: ٢١/ ٣٨٥، ٣٨٦. وينظر: ص ١٨٧ من هذه الرسالة.
(٣) الاستغاثة: ١/ ١٩٩. وينظر: ص ٤٥٦ من هذه الرسالة.
(٤) ينظر: النبوّات: ص ٣٨٠، ٣٨١. وينظر: ص ٤٧٤ من هذه الرسالة.


الصفحة التالية
Icon