فقد ذهب الرافضة الإماميّة إلى أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بالإجماع لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، وجعلوا هذه الآية من أدلّة أحقيّته بالإمامة، لقوله تعالى في أوّل الآية: ﴿ إنّما وليّكم.. ﴾(١).
وقد أطال الشيخ في الردّ عليهم، وكان ممّا ذكره: " أنّ قولهم: قد أجمعوا أنّها نزلت في عليّ.. من أعظم الدعاوى الكاذبة، بل أجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في عليّ بخصوصه، وأنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المرويّة في ذلك من الكذب الموضوع.. "(٢).
١٦. كلام الصحابة:
الأصحاب ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ هم خير البريّة بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فهم كما وصفهم عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: أبرّ هذه الأمّة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلّها تكلّفاً(٣). وكلامهم خير الكلام بعد كلام الله ورسوله، فما دلّ عليه كلامهم ـ لا سيّما إذا لم يختلفوا ـ أرجح ممّا دلّ عليه كلام غيرهم ممّن جاء بعدهم، وقد جعل الشيخ كلامهم وجهاً من أوجه الترجيح.
ومن الأمثلة على ذلك: ما ذكره الشيخ عند آية الوضوء، فإنّه رجّح وجوب الترتيب في أعضاء الوضوء، إلا الناسي والجاهل. وذكر أنّ هذا القول هو الذي يدلّ عليه كلام الصحابة(٤).
١٧. فهم السلف:
(٢) منهاج السنّة: ٤/٤. وينظر: ص ٢٧٠ من هذه الرسالة. وذكر أيضاً إجماع الصحابة، ينظر: مجموع الفتاوى: ٢١/٣٧٣.
(٣) ينظر: إعلام الموقّعين عن ربّ العالمين لابن قيّم الجوزيّة ( بيروت: دار الفكر ): ٢/١٨٤.
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى: ٢١/٤٠٩. وينظر: ص ١٦٨ من هذه الرسالة.