هذا؛ وإنّ ممّا يجدر التنبيه عليه، أنّ الشيخ لا يكتفي ـ في الغالب ـ بوجه واحد من أوجه الاختيار والترجيح في الآية الواحدة، بل يحشد عدداً من الوجوه المتنوّعة لقطع الحجّة على المخالف. والله تعالى أعلم.
﴿ الفصل الرابع ﴾
أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته في التفسير على مَنْ بعده
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأوّل: أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته
في التفسير على ابن القيّم.
المبحث الثاني: أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته
في التفسير على ابن كثير.
المبحث الثالث: أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته
في التفسير على ابن رجب
﴿ المبحث الأوّل ﴾
أثر اختيارات ابن تيميّة وترجيحاته في التفسير
على الإمام ابن القيّم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلاّمة ابن القيّم ـ رحمه الله ـ أبرز تلاميذ الشيخ، وأكثرهم ملازمة له، وأشدّهم تأثّراً به. وقبل الحديث عن أثر اختيارات الشيخ وترجيحاته عليه؛ لا بدّ من نبذة مختصرة عن حياته.
التعريف بالإمام ابن قيّم الجوزيّة:
هو الإمام العلاّمة، البحر الفهّامة، شمس الدين، أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر بن أيّوب بن سعد بن حريز، الزرعيّ، ثمّ الدمشقيّ، الشهير بابن قيّم الجوزيّة. ولد سنة إحدى وتسعين وستّ مئة، وتفقّه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقيّ الدين، وأخذ عنه، وتفنّن في علوم الإسلام، وكان عارفاً بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين وإليه فيه المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، وبالفقه وأصوله، والعربيّة وله فيها اليد الطولى، وبعلم السلوك وكلام أهل التصوّف، ونقده وتصحيحه.


الصفحة التالية
Icon