لكن لم أجد من الصَّحابة من نصَّ على هذا الاصطلاح ؛ بل من أوائل من نصَّ عليه
يحيى بن سلام(١) (٢) فقال:"ما نزل بمكة، وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي - ﷺ - المدينة فهو من المكي. وما نزل على النبي - ﷺ - في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني"(٣). فقد علّق الحكم على الهجرة.
دليل القول الثالث:
عن علقمة(٤)

(١) يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكريا البصري، ولد سنة (١٢٤هـ)، صاحب التفسير، والجامع، أخذ القراءات عن أصحاب الحسن البصري، وكان عالماً بالكتاب والسنة، وله معرفة باللغة العربية، مات سنة (٢٠٠هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٩/٣٩٦)، وطبقات المفسرين للداوودي (٢/٣٧١).
(٢) ينظر: المحرر في علوم القرآن، د: الطيار (١٠٤).
(٣) أخرجه الداني في كتابه: البيان في عدِّ آي القرآن، ب: ذكر المكي والمدني في القرآن (١٣٢)، وهو مرسل، وفيه علي بن الحسين الواقد، قال عنه أبو حاتم :" ضعيف الحديث" [ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/١٧٩)].
(٤) علقمة بن قيس بن عبدالله بن مالك، أبو شبل النخعي الكوفي، فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، الإمام الحافظ الثقة، روى عن : عمر، وعثمان، وابن مسعود، وعنه : ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، وابن أخته إبراهيم النخعي، وعامر الشعبي، مات سنة (٦٢) هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/٥٣)، وتهذيب التهذيب (٣/١٤٠).


الصفحة التالية
Icon