قال: ( كلُّ شيءٍ في القرآن يَا أَيُّهَا ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أُنْزِل بالمدينة، وكلُّ شيءٍ في القرآن ﴿ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ أُنْزِل بمكَّة )، وقد رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- (١).
مناقشة الأقوال وأدلتها :
١- إنَّ التحديد بالمكان غير ضابط ولاحاصر ؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ﷺ - ( أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة بمكة والمدينة والشام) (٢)، وهذا مما يجعل واسطة لا تدخل في هذين القسمين(٣).
٢- أما القول الثاني(اختيار الزركشي ومن وافقه) فيناقش بما يلي:
أ- أنَّ أثر يحيى بن سلام ضعيف.

(١) روى هذا الأثر ابن أبي شيبة في مصنفه، ك: فضائل القرآن، ب: ما نزل من القرآن بمكة والمدينة ح(٣٠١٤٢) (٦/١٤٠)، وأبو عبيد في فضائل القرآن، ب: منازل القرآن بمكة والمدينة ح(١٣-٥٦) (ص٢٢٢) وهذا مرسل، وقد أُسند عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- كما رواه الحاكم في مستدركه ك الهجرة ح(٤٢٩٥) (٣/٢٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ب: السور التي نزلت بمكة والسور التي نزلت بالمدينة (٧/١٤٤)، والبزَّار في مسنده ح(١٥٣١) (٤/٣٣٦)، ثم قال: "وهذا الحديث يرويه غير قيس مرسلاً، ولا نعلم أحداً أسنده إلاَّ قيس " [مسند البزار (٤/٣٣٧)]، وذكر الدارقطني اختلاف الرواية فيه، وصحَّحَ الرواية عن علقمة. [العلل (٥/١٦٨) ].
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ح(٧٧١٧) (٨/١٧١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١/١٦٥)، وضعَّفه الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/١٥٧).
(٣) ينظر: تفسير الألوسي (١٨/٩)، ومناهل العرفان (١/١٥٩)....


الصفحة التالية
Icon