قال: ( سألت جابر بن عبد الله : أيُّ القرآن أُنزل قَبْل ؟ قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ فقلت: أو ﴿ اقْرَأْ ﴾، قال جابر: أحدِّثُكم ما حدَّثنا رسول الله - ﷺ - قال:" جاورت بحراء شهراً، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرتُ أمامي، وخلفي، وعن يميني، وعن شمالي ؛ فلم أر أحداً، ثُمَّ نوديت فنظرت فلم أر أحداً، ثم نوديت فرفعتُ رأسي فإذا هو على العرش في الهواء -يعني جبريل - عليه السلام - فأخذتني رجفةٌ شديدة، فأتيت خديجة، فقلت: دثِّروني، فدثَّروني فصبّوا عليّ ماء ؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ (٤) [ المدثر آية (١-٤)] )(١).
ودليل القول الثالث:
عن أبي ميسرة (٢) :(
(٢) عمرو بن شرحبيل الهَمْدانيُّ، أبو ميسرة الكوفي، ثقة، عابد، روى عن عمر، وعليّ، وابن مسعود رضي الله عنهم، وروى عنه: أبو وائل، وأبو إسحاق السبيعي، مات سنة(٦٣هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/١٣٥)، وتهذيب التهذيب ( ٣/٢٧٧).