أن رسول الله - ﷺ - كان إذا برز سمع من يناديه يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هارباً فأتى خديجة، فذكر ذلك لها ؛ فقال يا خديجة: قد خشيت أن يكون قد خالط عقلي شيء، إني إذا برزت أسمع من يناديني فلا أرى شيئا، فأنطلق هارباً فإذا هو عندي يناديني، فقالت: ما كان الله ليفعل بك ذلك، إنك ما علمت تصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، فما كان ليفعل بك ذلك، فأسرت ذلك إلى أبي بكر، وكان نديماً له في الجاهلية، فأخذ أبو بكر بيده، فانطلق به إلى ورقة فقال: وما ذاك فحدَّثه بما حدَّثته خديجة، فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال ورقة: هل ترى ؟ قال: لا ؛ ولكني إذا برزت سمعت النداء فلا أرى شيئا ؛ فأنطلق هارباً، فإذا هو عندي. قال: فلا تفعل، فإذا سمعت فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، فلمَّا برز سمع النداء : يا محمد قال: لبيك، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم قال له : قل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾ حتى فرغ من فاتحة الكتاب، ثم أتى ورقة فذكر ذلك له........ الحديث) (١).
وأدلة القول الرابع ما يلي:

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، ك: المغازي، ب: ماجاء في مبعث النبي - ﷺ - ح (٣٦٥٥٥) (٧/٣٢٩)، والبيهقي في دلائل النبوة، ب: أول سورة نزلت من القرآن (٢/١٥٨)، والواحدي في أسباب النزول(١١٧)، والسيوطي في الدر المنثور (١/١٠). وقال الباقلاني في الانتصار(١/٢٥٨) " وهذا الخبر منقطع غير متصل السند، لأنه موقوف على أبي ميسرة"، وذكر ابن حجر في العجاب في أسباب النزول (١/٢٢٤) أنه مرسل ورجاله ثقات، وكذا السيوطي في الإتقان (١/١٠٩).


الصفحة التالية
Icon