منه رعباً فرجعت، فقلت: زملوني زملوني فدثَّروني فأنزل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) ﴾ [المدثر الآيات(١-٥)] ) (١).
فقوله: "الملك الذي جاءني بحراء "يدل على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيها ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق آية(١)] وقد حسَّن السيوطي هذا الجواب(٢).
٣- أنَّ مراد جابر- رضي الله عنه- بالأولية هنا أوَّلية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أوَّلية مطلقة، ويؤيده حديث جابر في فترة الوحي عند قوله " وهو يحدِّث عن فترة الوحي "(٣) (٤).
٤- أن المراد أوَّلِيَّة مخصوصة بالأمر بالإنذار، فأول ما نزل للرسالة: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر آية(١)]، وللنبوة ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق آية(١)] حيث إن قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق آية(١)] دال على نبوة محمد - ﷺ -، لأنَّ النبوة عبارة عن الوحي إلى الشخص بواسطة الملك بتكليف خاص، وقوله تعالى: :﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) ﴾ [المدثر الآيتان(١-٢)]) دليل على رسالته - ﷺ - لأنها عبارة عن الوحي إلى الشخص بواسطة الملك بتكليف عام(٥).

(١) رواه البخاري في صحيحه ب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - ﷺ - ح (٤) (١/٥) ومسلم، ك: الإيمان، ب: بدء الوحي إلى رسول الله - ﷺ - ح(١٦١) (١/١٤٣).
(٢) ينظر: الإتقان (١/١٠٨).
(٣) تقدم تخريجه في الجواب السابق.
(٤) ينظر: البرهان للزَّركشي (١/٢٩٤)، والإتقان (١/١٠٨).
(٥) ينظر: البرهان للزَّركشي (١/٢٩٦)، والإتقان ( ١/١٠٨ ).


الصفحة التالية
Icon