وجه الاستدلال: أن الأجر رُتِّب على الحرف المرسوم، المتعارف بتسميته حرفاً عند العرب، و ﴿ الم ﴾ ثلاثة أحرف. ولو رُتِّب الأجر على الملفوظ في الثلاثة لكانت تسعة أحرف لا ثلاثة، وكان عليها تسعون درجة. والقول بالتسعة فيه تكلُّف(١).
٥- لالتزام الرسم العثماني فوائد جليلة، وحكم كثيرة، يدركها أولو الألباب، ومن أهم هذه الفوائد:
أ- حمل الناس على أن يتلقَّوا القرآن من صدور ثقات الرجال، لما في الرسم من اختلاف عن اللفظ في بعض الكلمات، وفي التلقِّي ميزتان :
إحداهما : التوثق من ألفاظ القرآن، وطريقة أدائه، وحسن ترتيله وتجويده.
المزية الثانية : اتصال السند برسول الله - ﷺ - ؛ وتلك خاصة من خواص هذه الأمة الإسلامية امتازت بها على سائر الأمم.
ب- أن الرسم العثماني يحتمل وجوه القراءات المتواترة عن رسول الله - ﷺ -، ولذلك اشترط أئمة القرّاء لقبول القراءة موافقة الرسم العثماني، ومن أمثلة ذلك : قوله تعالى :﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾ [ الفاتحة آية (٤) ] فبهذا الرسم احتُمِلَت كلتا القراءتين (٢). وغير ذلك من الفوائد التي تُفتقد لو لَمْ يُلتزم بالرسم العثماني في كتابة المصاحف (٣).
أدلة القول الثاني :
(٢) قرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف ﴿ مَالِكِ ﴾ بالألف مدّاً، وقرأ الباقون بغير ألف قصراً.
ينظر: السبعة (١٠٤)، والنشر (١/٢١٣)، وإتحاف فضلاء البشر(١٦٢).
(٣) ينظر: مناهل العرفان للزرقاني (١/٣٠٦)، وخصائص القرآن، فهد الرومي ص( ١٨٥).