٢- وأما قولهم بـ" أن الخطوط إنما هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات........"إلخ ؛ فلا يُسلَّم لهم بصحة ذلك، فإن بعض الكلمات تكون دلالاتها على المعاني أوضح عندما ترسم بالرسم العثماني = عنها لو رسمت بالرسم الإملائي، كمثل التحمّل لعدد من القراءات في الكلمة الواحدة برسم واحد(١).
٣ - وأما استدلالهم بـ"اختلاف خطوط المصاحف" ؛ فلا يسلّم لهم ذلك بعد قيام الإجماع على هذا الرسم وانعقاده، ومعرفة الناس به (٢). وإن أرادوا اختلاف المصاحف في حروف معينة، فذلك من الحروف التي لا يحتملها الرسم فوزعها الصحابة -رضي الله عنهم- في سائر الأمصار، لأنها من الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن مثل قوله تعالى: ﴿ (# qممح'$y™ ﴾، وقوله: ﴿ وَسَارِعُوا ﴾ [ آل عمران آية (١٣٣)](٣) (٤).
٤- وأما الاحتجاج بتعليم الصبيان فغير مسلَّم به، فهاهم اليوم نراهم يتعلَّمون اللغات الأجنبية بحروفها، ولغاتها، ويتقنونها، وينكرون كل الإنكار كتابة الكلمات لهم بالأحرف العربية، بل يوجبون قراءة اللغة الأجنبية بأحرفها الأجنبية ؛ مع الاختلاف الكلي بين اللغتين، بينما الاختلاف بين الرسم العثماني والإملائي ليس إلاَّ في كلمات معدودة، ورسوم محدودة (٥).

(١) ينظر: رسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين. للفرماوي. ص ١٦٥.
(٢) ينظر: مناهل العرفان. الزرقاني (١/٣١٣).
(٣) ينظر: كلام المحقق أحمد شرشال، لكتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل لأبي داود. قسم الدراسة، ( ١/٢١٨ ).
(٤) قرأ ابن عامر، ونافع، وأبو جعفر ﴿ (# qممح'$y™ ﴾، بغير واو قبل السين على الاستئناف، وهي كذلك في مصاحف أهل المدينة والشام، وقرأ الباقون بالواو: ﴿ وَسَارِعُوا ﴾. =
= ينظر: السبعة (٢١٦)، و النشر (٢/١٨٢)، وإتحاف فضلاء البشر(٢٢٨).
(٥) ينظر: دراسات في علوم القرآن الكريم. فهد الرومي. ص(٤٩٢).


الصفحة التالية
Icon