أ- تعريض المصحف للامتهان، ومس قداسته، والغض من هيبته، والتقليل من احترامه ؛ فتعتاد النفوس، ويتبلَّد الإحساس، وتخمد الغيرة على النص القرآني (١).
ب- التمهيد للدعوة إلى تغيير الأحرف العربية، وكتابة الألفاظ بالأحرف اللاتينية مادام النطق هو النطق، واللفظ هو اللفظ. بل الدعوة قائمة الآن إلى كتابة القرآن بالأحرف اللاتينية (٢). كما سيأتي بيانه(٣).
ونوقش القول الثالث بما يلي:
١- عقّب الزَّركشي على كلام العزِّ بن عبدالسلام الموجب للرسم الإملائي فقال: "ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه ؛ لئلاّ يؤدي إلى دروس العلم، وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين ؛ ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة."(٤).
٢- وكذا عقّب على رأيه الشيخ محمد رشيد رضا(٥)في فتاويه، وقال " ليس بشيء، لأن الاتِّباع إذا كان لم يكن واجباً في الأصل فلا فرق بين الآن الذي قال فيه ما قال، وبين ما قبله وما بعده، بل يكتب الناس القرآن في كل زمن بما يتعارفون عليه من الرسم، وإذا كان واجباً في الأصل وهو ما لا ينكره ؛ فترك الناس له لا يجعله حراماً، أو غير جائز ؛ لما ذكره من الالتباس، بل يزال هذا الالتباس على أنه لا يسلم له"(٦).
(٢) ينظر: المرجع السابق ص( ٤٩٢).
(٣) ينظر: مسألة كتابة القرآن بغير الخط العربي، ص(٣٠١).
(٤) البرهان، للزَّركشي، [تحقيق أبي الفضل] (١/٣٧٩).
(٥) محمد رشيد بن علي رضا القلموني، البغدادي الأصل، ولد سنة١٢٨٢هـ، وسكن مصر، عالم بالحديث، والأدب، والتاريخ، والتفسير، من آثاره: تفسير القرآن، ومجلة المنار، مات سنة ١٣٥٤هـ.
ينظر : الأعلام (٦/ ١٢٦) و النهضة الإسلامية، للبيومي(١/٢٣٥).
(٦) فتاوى محمد رشيد رضا (٢/٧٩٢).