٣- أنه قد راعى في كلامه جانب المصلحة والتيسير على الأمة ؛ لكن يبدو أنه قد غاب عنه ما للرسم العثماني من دور في تصحيح القراءات، إضافة إلى كونه أثراً من أيدي الصحابة الكرام، الذين هم أول من تلقّى القرآن وسمعه من النبي - ﷺ -، وأول من خطه في المصاحف، ولم يكن ذلك منهم كيف اتفق ؛ بل على أمر عندهم قد تحقق(١).
ونوقش القول الرابع (اختيار الزَّركشي ) بما يلي:
١-أما استدلاله بـ" خشية الالتباس "فقد سبق مناقشته(٢).
٢- وأما تفريقه بين العلماء والعامة في رسم المصحف ففيه تقسيم وتشتيت للأمة الإسلامية، واختلاف المصاحف وتعددها بين قديم وحديث يلْزَمُ منه اختلاف القلوب، فوِحْدَة المصاحف خير من اختلافها(٣).
النتيجة :
من خلال استعراض الأدلة ومناقشتها يتبيّن أن القول الراجح هو القول الأول: "وجوب الالتزام بالرسم العثماني " لما يلي:
١- قوة أدلتهم لاسيما إجماع الصحابة على هذا الرسم، وما فيه من فوائد لا توجد في غيره.
٢-ضعف حجج الأقوال الأخرى، كما اتضح في مناقشتها.
٣- أنَّ العمل بالأقوال الأخرى يؤدي إلى مفاسد كثيرة كما سبق ذكرها(٤).

(١) ينظر: الرسم العثماني. غانم قدوري. ص(١٦٨ ).
(٢) ينظر : مناقشة القائلين بالجواز(٢٩٥).
(٣) ينظر: كلام المحقق أحمد شرشال لكتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل، لأبي داود. قسم الدراسة. (١/٢١٧)، ورسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين. للفرماوي، ص(١٧٥).
(٤) ينظر: مناقشة القول بالجواز ففيه ذكر لبعض تلك المفاسد، ص (٢٩٧).


الصفحة التالية
Icon