في كتابه "الإتقان" كما هو ظاهرٌ جليّ ؛ بل قد نصَّ على ذلك فقال:" خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتاباً مبسوطاً، ومجموعاً مضبوطاً أسلك فيه طريق الإحصاء، وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء ؛ هذا كله وأنا أظنُّ أني متفرِّدٌ بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك، فبينا أنا أجيل في ذلك فكراً، أقدم رجلاً وأُؤَخِّر أخرى، إذْ بلغني أنَّ الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزَّركشي - أحد متأخري أصحابنا الشافعيين - ألَّف كتاباً في ذلك حافلاً يُسمى: "البرهان في علوم القرآن" فتطلبته....[ إلى أن قال:] ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سروراً، وحمدت الله كثيراً، وقَوِيَ العزم على إبراز ما أضمرته، وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته، فوضعت هذا الكتاب العليّ الشأن، الجليّ البرهان، الكثير الفوائد والإتقان، ورتَّبت أنواعه ترتيباً أنسب من ترتيب البرهان، وأدمجت بعض الأنواع في بعض، وفصَّلت ما حقه أن يُبان، وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان "(١).
وبهذا يتبين إفادة السيوطي من الزركشي كثيراً ؛ بل بالغ حاجي خليفة(٢)
(٢) مصطفى بن عبد الله القسطنطيني، المعروف بـ"حاجي خليفة"، تركي الأصل، مؤرخ، بحاثة، ولد سنة (١٠١٧هـ)، تولى أعمالاً كتابية في الجيش العثماني، وانقطع للتدريس في آخر حياته، من مصنفاته: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، وسلم الوصول إلى طبقات الفحول، مات سنة (١٠٦٧هـ).
ينظر: الأعلام (٧/٢٣٦).