في كتابه:" مناهل العرفان في علوم القرآن" فأفاد من كتابه " البرهان " في مواضع عدَّة(١) ؛ غير ما أفاده من الإتقان مما هو أصله في البرهان، وكذا أفاد من كتابه:" البحر المحيط في أصول الفقه" في مواضع قليلة(٢).
وأخيراً:
فيُقال في كلِّ من أتى من بعدهم من المعاصرين مِمَّن ألف في علوم القرآن: أنه أفاد فائدة كبيرة من الزَّركشي في "البرهان"، والسُّيوطي في "الإتقان" المستفيد من برهان الزركشي(٣).
المبحث الأول: أنواع صيغ الترجيح ودلالاتها.
تظهر قوَّة القول ورجحانه عند أيِّ مصنِّفٍ من خلال ذكره صيغة من صيغ الترجيح للقول الذي يختاره، ومن خلال الاطلاع على كتب الزركشي، والبحث عن ترجيحاته في علوم القرآن يتبيَّن أنه استخدم صِيَغاً عدَّة من صيغ الترجيح، كانت على مراتب مختلفة في بيان قوَّة القول، وضعف المخالف، وسأورد تلك الصِّيغ مقرونة بأمثلة عليها من كتبه فيما يتعلق بعلوم القرآن(٤):
١- الصحيح:
قد أكثر الزركشي من ذكر تلك الصيغة في ترجيحاته، ولعلَّ ذلك لشهرتها، وكثرة تداولها بين العلماء في ترجيحاتهم، وهي تدل على ترجيحه للقول المصحَّح، وردِّ القول المخالف، ومن أمثلة ذلك:
(٢) ينظر: في مناهل العرفان (١/٣٣)، و (٢/١٢٦)، و (٢/١٣٥).
(٣) ومن تلك الكتب - على سبيل المثال- : المدخل لدراسة القرآن الكريم، لمحمد محمد أبو شبهة، ومباحث في علوم القرآن للدكتور: صبحي الصالح، وكذا للشيخ: مناع القطان، ولمحات في علوم القرآن للدكتور: محمد لطفي الصباغ، وعلوم القرآن للدكتور: عدنان زرزور، ودراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي. وغيرهم كثير.
(٤) رتّبت تلك الصيغ بناءً على صراحتها، بدأً بالأصرح فما دونه.