ابن الأثير الجزري(١) حيث يقول: "[هو] الخروج من كلام إلى آخر غيره بلطيفة تلائم بين الكلام الذي خرج منه والكلام الذي خرج إليه "(٢).
وقال السيوطي :"هو أن ينتقل مما ابتدئ به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاساً دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني لشدّة الالتئام بينهما"(٣).
ويقرب منه الاستطراد، وقد فرَّق بينهما بعض العلماء فبيَّن ذلك : بأنَّ التخلص تَرْكُ ما كان فيه من الكلام بالكليَّة والإقبال على ما تخلَّص إليه، وفي الاستطراد: المرور بذكر الأمر الذي استطرد إليه مروراً كالبرق ثم تركه والعود إلى ما كان فيه كأنَّه لم يقصده وإنما عرض عروضاً(٤).
وقد اختلف العلماء في اشتمال القرآن على التخلص على قولين:
القول الأول : أن في القرآن مواضع عدَّة من التخلُّصات، وقد قال بهذا جمع من العلماء منهم ابن الأثير الجزري(٥) والسيوطي (٦) والألوسي(٧) وغيرهم.
ينظر : سير أعلام النبلاء (٢٣/٧٢)، وبغية الوعاة (٢/٣١٥).
(٢) المثل السائر لابن الأثير ( ٢/٢٥١).
(٣) الإتقان ( ٢/٢٢٠).
(٤) ينظر: الإتقان ( ٢/٢٢٠).
(٥) ينظر: المثل السائر لابن الأثير ( ٢/٢٥١)
(٦) ينظر: الإتقان ( ٢/٢٢٠)
(٧) ينظر: روح المعاني (١٢/٢٤٠).