ابن قتيبة(١)، والطبري(٢)، والزجاج(٣)، والنحاس(٤)، ومكي بن أبي طالب(٥) وغيرهم.
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر ما سبق أن الآية تحتمل المعنيين السابقين فيحتمل أن يكون المراد بالمتاع الحسن سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا، ويحتمل أن يكون المراد به طول العمر، ولا تعارض بين المعنيين، فالأولى حمل الآية عليهما، وقد أشار إلى هذا الطبري(٦) -
والله أعلم -.
- مرجع الضمير في قوله تعالى: ﴿ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ﴾، قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٥) ﴾ [هود: ٥].
* اختلف العلماء في مرجع الضمير في قوله تعالى ﴿ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ﴾ في الآية الكريمة على قولين هما:-
١- أنه عائد إلى الله تعالى، والمعنى ليستخفوا من الله تعالى.
٢- أنه عائد إلى الرسول - ﷺ -، والمغنى ليستخفوا من النبي - ﷺ - (٧).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[... والضمير في قوله "منه" عائد إلى الله تعالى في أظهر القولين، وقيل راجع إليه - ﷺ -...](٨).
* دراسة الترجيح:-
(٢) جامع البيان للطبري ٦/٦٢٣.
(٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/٣٨.
(٤) معاني القرآن للنحاس ٣/٣٢٨، تحقيق محمد الصابوني، جامعة أم القرى، ط١ ١٤٠٨هـ.
(٥) تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي بن أبي طالب ص١٠٥.
(٦) جامع البيان للطبري ٦/٦٢٣، حيث قال:-
[استغفروا ربكم ثم توبوا إليه فإنكم إذا فعلتم ذلك بسط عليكم من الدنيا ورزقكم من زينتها وأنسأ لكم في آجالكم إلى الوقت الذي قضى فيه عليكم الموت].
(٧) أضواء البيان للشنقيطي ٢/١٠.
(٨) المرجع السابق ٢/١٠.