- وأيضاً ما جاء عند قوله تعالى -ayah text-primary">﴿ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: ٣١] فقد ذكر القول الراجح في المراد بـ"الثواب" وأنه الجزاء مطلقاً - جزاء الخير بالخير، وجزاء الشر بالشر - ثم قال: [وقول من قال إن الثواب في اللغة يختص بجزاء الخير بالخير غير صواب، بل يطلق الثواب أيضاً على جزءا الشر بالشر...](١).
د- وصف القول بالسقوط، وأنه مردود، وهذه الصيغ تدل على ردّ هذا القول وترجيح ما عداه من الأقوال، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء عند قوله تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا ﴾ [الكهف: ٥٢] حيث قال: [والتحقيق أن الموبق المهلك من قولهم وبق يبق كوعد يعد إذا هلك.... ، وقول من قال إن الموبق العداوة، وقول من قال إنه المجلس كلاهما ظاهر السقوط...](٢).
- وأيضاً ما جاء عند قوله تعالى ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ فقد رجح أنها تهديد للكفار باقتراب العذاب يوم القيامة مع نهيهم عن استعجاله، وقال [قول الضحاك(٣) ومن وافقه إن معنى "أتى أمر الله" أي فرائضه وحدوده قول مردود ولا وجه له...](٤).
- المبحث الثاني -
- أسباب تنوع الصيغ -
استعمل الشنقيطي - رحمه الله - صيغاً متنوعة وألفاظاً مختلفة في الترجيح، ويرجع تنوع هذه الصيغ إلى أسباب، من أبرزها ما يلي:-
(٢) المرجع السابق ٢/٤٠١.
(٣) الضحاك بن مزاحم الهلالي، صاحب التفسير، تابعي جليل، قال عنه الإمام أحمد (ثقة في الحديث)، توفي سنة ١٠٢هـ وقيل غير ذلك.
ينظر: طبقات المفسرين للداوودي ص١٥٥، وطبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي، تحقيق سليمان الخزي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة ط١، ١٤١٧هـ ص١٠.
(٤) أضواء البيان للشنقيطي ٢/١١٥.