قال بعض المفسرين(١) إن المراد بقوله تعالى ﴿ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ ﴾ هو السواد الذي في القمر.
وقال بعض المفسرين(٢) إن المراد بالآية أي لم نجعل في القمر شعاعاً كشعاع الشمس، ويدل لهذا مقابلته تعالى له بقوله ﴿ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾.
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما سبق أن المراد بقوله تعالى ﴿ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ ﴾ أي لم نجعل في القمر شعاعاً كشعاع الشمس، ويدل له أن الله تعالى قابله بقوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾ - والله أعلم -.
- المراد بقوله تعالى: ﴿ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ﴾
قال تعالى ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦) ﴾ [الإسراء: ١٦].
* اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى ﴿ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ﴾ على أقوال منها:-
١- أنه من الأمر الذي هو ضد النهي، وفي الكلام إضمار، والتقدير: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا.
٢- أن الأمر في الآية كوني قدري، أي قدرنا عليهم ذلك وسخرناهم له.
٣- أن المراد بـ"أمرنا" أكثرنا، أي أكثرنا مترفيها ففسقوا(٣).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
(٢) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/٢٦٨، والكشاف للزمخشري ٣/٤٩٨، والتسهيل لابن جزي ١/٤٨٣، ولباب التأويل للخازن ٤/١٢٣، وروح المعاني للألوسي ١٥/٣٨، والتحرير والتنوير لابن عاشور ١٥/٤٤ وغيرهم.
(٣) ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ١/٤٨٤، وأضواء البيان للشنقيطي ٢/٢٥٥، ٢٥٦.