الظاهر أن الخطاب في هذه الآية الكريمة متوجه إلى النبي - ﷺ - ليشرع لأمته على لسانه إخلاص التوحيد في العبادة له جل وعلا لأنه - ﷺ - معلوم أنه لا يجعل مع الله إلهاً آخر وأنه لا يقعد مذموماً مخذولاً.
ومن الآيات الدالة دلالة واضحة على أنه - ﷺ - يوجه إليه الخطاب والمراد بذلك التشريع لأمته لا نفس خطابه هو - ﷺ - قوله تعالى: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: ٢٣] لأن معنى قوله "إما يبلغن" الآية: أي إن يبلغ عندك والداك أو أحدهما الكبر فلا تقل لهما أف، ومعلوم أن والديه قد ماتا قبل ذلك بزمن طويل فلا وجه لاشتراط بلوغهما أو أحدهما الكبر بعد أن ماتا منذ زمن طويل، إلا أن المراد التشريع لغيره - ﷺ -.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الخطاب في قوله ﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ﴾ ونحو ذلك من الآيات متوجه إلى المكلف](١).
* دراسة الترجيح:-