وقال بعض المفسرين(١) إن المراد لا يسرف القاتل بالقتل تعدياً وظلماً فيقتل من ليس له قتله.
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن المراد بقوله تعالى ﴿ فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ﴾ أي لا يسرف ولي المقتول في القتل كأن يقتل القاتل ثم يمثل به، أو يقتل غير القاتل، أو يقتل اثنين أو أكثر بواحد ونحو ذلك - وهو قول جمهور المفسرين -.
أما قول من قال إن المراد لا يسرف القاتل بالقتل تعدياً وظلماً فلا يخفى ضعفه وأنه لا يلتئم مع قوله تعالى بعده ﴿ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦) ﴾ [الإسراء: ٣٦].
* اختلف العلماء في المراد بهذه الآية على قولين هما:-
١- أن معنى الآية أن الإنسان يسأل يوم القيامة عن أفعال جوارحه.
٢- أن معنى الآية أن الجوارح هي التي تسأل عن أفعال صاحبها فتشهد عليه بما فعل(٢).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ فيه وجهان من التفسير:
الأول: أن معنى الآية - أن الإنسان يسأل يوم القيامة عن أفعال جوارحه، فيقال له: لم سمعت ما لا يحل لك سماعه ؟ ولم نظرت إلى ما لا يحل لك النظر إليه ؟ ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه ؟
(٢) ينظر: معالم التنزيل للبغوي ٣/١١٤، ومحاسن التأويل للقاسمي ١٠/٣٩٢٨ وغيرهما.