٢- أن المراد لن تقطعها بمشيك(١).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[وأظهر القولين عندي في قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ أن معناه لن تجعل فيها خرقاً بدوسك لها وشدة وطئك عليها، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى بعده ﴿ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ أي أنت أيها المتكبر المختال: ضعيف حقير عاجز محصور بين جمادين، أنت عاجز عن التأثير فيهما، فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثر فيها فتخرقها بشدة وطئك عليها، والجبال الشامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها، فاعرف قدرك ولا تتكبر ولا تمش في الأرض مرحا.
القول الثاني: أن معنى ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ لن تقطعها بمشيك](٢).
* دراسة الترجيح:-
قال بعض المفسرين(٣) إن معنى قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ أي لن تجعل فيها خرقاً وثقباً بدوسك لها وشدة وطئك عليها، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى بعده
﴿ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ أي أنت أيها المتكبر ضعيف حقير محصور بين جمادين، وأنت عاجز عن التأثير فيهما، فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثر فيها فتخرقها بشدة وطئك عليها، والجبال الشامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها فاعرف قدرك ولا تتكبر.

(١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/٢٤٠، والمفردات للراغب ص١٤٦ مادة (خرق)، وزاد المسير لابن الجوزي ٣/٢٥.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٠٩.
(٣) ينظر: الوسيط للواحدي ٣/١٠٨، والكشاف للزمخشري ٣/٥٢٠، وأحكام القرآن لابن العربي ٣/٢٠٢، والتفسير الكبير للرازي ٢٠/١٦٩، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٠/٢٢٩، وأنوار التنزيل للبيضاوي ١/٥٧١، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود ٥/١٧٢، وروح المعاني للألوسي ١٥/١٠٨، ومحاسن التأويل للقاسمي ١٠/٣٩٢٨ وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon