وقال بعض المفسرين(١) إن معنى قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ أي لن تقطعها بمشيك.
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن معنى قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ أي لن تجعل فيها خرقاً وثقباً بدوسك لها وشدة وطئك عليها، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى بعده ﴿ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾.
أما المعنى الآخر فهو محتمل ولكن الأول أقرب لأن الغرض من الآية ذم المتكبر والتهكم والسخرية به وهذا يتناسب مع المعنى الأول - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى: ﴿ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾
قال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (٤٢) ﴾ [الإسراء: ٤٢].
* اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى ﴿ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ على قولين:-
١- أن المعنى لابتغوا - أي الآلهة المزعومة - سبيلاً إلى مغالبته تعالى وإزالة ملكه.
٢- أن المعنى لابتغوا سبيلاً إلى رضاه بالتقرب إليه لاعترافهم بفضله(٢).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:

(١) ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص٢٥٥، وجامع البيان للطبري ٨/٨١، فقد اقتصر على هذا القول، واستشهد له بقول رؤبة بن العجاج: [وقاتم الأعماق خاوي المخترق] يعني بالمخترق: مكان الاختراق أي المشي والمرور فيه، ومعاني القرآن للنحاس ٤/١٥٧، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/٤٥٧، وبدأ به الشوكاني في فتح القدير ٣/٣١٦ وغيرهم.
(٢) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي ٣/٢٦، والتفسير الكبير للرازي ٢٠/١٧٤.


الصفحة التالية
Icon