قال بعض المفسرين(١) إن معنى قوله تعالى ﴿ لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ أي لطلبوا إلى الله تعالى سبيلاً لمغالبته وإزالة ملكه لأنهم إذاً يكونون شركاءه كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض - تعالى الله عن ذلك -، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) ﴾ [المؤمنون: ٩١]، وكذلك قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) ﴾ [الأنبياء: ٢٢].
وقال بعض المفسرين(٢) إن المعنى لابتغوا سبيلاً إلى رضاه بالتقرب إليه لاعترافهم بفضله، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾ [الإسراء: ٥٧].
* تحرير المسألة:-
(٢) هذا قول قتادة كما في جامع البيان للطبري ٨/٨٤ ولم يذكر الطبري غيره، وقال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣/٢٤١، ٢٤٢ [وعليه المفسرون]، واقتصر عليه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ٣/٤٢.