الذي يظهر مما تقدم أن معنى قوله تعالى ﴿ لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ أي لطلبوا إلى الله تعالى سبيلاً لمغالبته وإزالة ملكه، ويدل لهذا قوله تعالى ﴿ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: ٩١]، وقوله تعالى ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) ﴾ [الأنبياء: ٢٢]، [كما أن هذا القول هو الأنسب بسياق الآيات وهو قوله تعالى "سبحانه" فإنه ظاهر في أن المراد بيان أنه يلزم مما يقولونه محذور عظيم من حيث لا يحتسبون](١).
[وهذا القول هو الظاهر أيضاً لأن في الآية فرض المحال، والمحال المفروض الذي هو وجود آلهة مع الله مشاركة له لا يظهر معه أنها تتقرب إليه بل تنازعه لو كانت موجودة ولكنها معدومة مستحيلة الوجود](٢).
* إعراب "الكاف" و"هذا" في قوله تعالى ﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا ﴾
قال تعالى ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (٦٢) ﴾ [الإسراء: ٦٢].
* اختلف العلماء في إعراب [الكاف] و[هذا] في هذه الآية على قولين:-
١- أن الكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب لكونه مؤكداً لمعنى الخطاب، و"هذا" مفعول به لأرأيت، والمعنى: أخبرني.
٢- أن الكاف مفعول به و"هذا" مبتدأ(٣).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[...
(٢) ينظر: أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣١١.
(٣) ينظر: التفسير الكبير للرازي ٢١/٤، وأضواء البيان للشنقيطي ٢/٣١٦.