والكاف في "أرأيتك" حرف خطاب، و"هذا" مفعول به لأرأيت، والمعنى: أخبرني، وقيل: إن الكاف مفعول به، و"هذا" مبتدأ وهو قول ضعيف](١).
* دراسة الترجيح:-
قال جمهور المفسرين(٢) إن الكاف في قوله تعالى "أرأيتك" حرف خطاب لا محل له من الإعراب لكونه مؤكداً لمعنى الخطاب، و"هذا" مفعول به لأرأيت، والمعنى: أخبرني.
وقيل إن الكاف مفعول به، و"هذا" مبتدأ(٣).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن الكاف في قوله تعالى "أرأيتك" حرف خطاب لا محل له من الإعراب لكونه مؤكداً لمعنى الخطاب، وأن قوله تعالى "هذا" مفعول به لأرأيت، والمعنى أخبرني - وهو قول الجمهور -.
[أما القول بأن الكاف مفعول به، و"هذا" مبتدأ فهو قول ضعيف لأن الكاف لو كانت مفعولاً به لكانت هي الفاعل في المعنى، وليس المعنى على ذلك إذ ليس الغرض أرأيت نفسك بل أرأيت غيرك، ولذلك قلت أرأيتك زيداً، وزيد غير المخاطب ولا هو بدل منه](٤) - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾
قال تعالى: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (٦٢) ﴾ [الإسراء: ٦٢].
* اختلف المفسرون في المراد بقوله تعالى ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ على أقوال منها:-

(١) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣١٦.
(٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/٢٤٩، والكشاف للزمخشري ٣/٥٢٩، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/٤٦٩، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ٢/٩٤، والفريد في إعراب القرآن المجيد للهمذاني ٣/٢٨٦، ورجحه أبو حيان في البحر المحيط ٧/٧٨، وأبو السعود في إرشاد العقل السليم ٥/١٨٣، والألوسي في روح المعاني ١٥/١٥٨.
(٣) ذكر هذا القول الرازي في التفسير الكبير ٢١/٤، والشنقيطي في أضواء البيان ٢/٣١٦.
(٤) ينظر: إملاء ما من به الرحمن للعكبري ١/٢٤٢.


الصفحة التالية
Icon