١- أن المراد لأستولين عليهم ولأستأصلنهم بالإغواء والإضلال، من قول العرب: احتنك الجراد ما على الأرض إذا أكله.
٢- أن المراد لأقودنهم إلى ما أشاء، من قول العرب: احتنكت الفرس: إذا جعلت الرسن في حنكه لتقوده حيث شئت(١).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[قوله تعالى ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ قال ابن عباس: لأستولين عليهم، وقاله الفراء(٢)، وقال مجاهد: لأحتوينهم، وقال ابن زيد: لأضلنهم، قال القرطبي: والمعنى متقارب، أي لأستأصلنهم بالإغواء والإضلال ولأجتاحنهم(٣).
قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر لي في معنى الآية أن المراد بقوله تعالى
﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ أي لأقودنهم إلى ما أشاء، من قول العرب: احتنكت الفرس إذا جعلت الرسن في حنكه لتقوده حيث شئت، تقول العرب: حنكت الفرس أحنكه (من باب ضرب ونصر) واحتنكته: إذا جعلت فيه الرسن، لأن الرسن يكون على حنكه.
وقول العرب: احتنك الجراد الأرض: أي أكل ما عليها من هذا القبيل، لأنه يأكل بأفواهه، والحنك حول الفم..](٤).
* دراسة الترجيح:-

(١) ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص٢٥٨، ومعالم التنزيل للبغوي ٣/١٢٢، ولسان العرب لابن منظور ١٠/٤١٦ مادة (حنك).
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/١٢٧.
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٠/٢٥٠.
(٤) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣١٦.


الصفحة التالية
Icon