يعتبر تفسير القرآن بالقرآن أحسن طرق التفسير وأصحها(١)، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جل وعلا منه سبحانه وتعالى.
ومن أفضل كتب التفسير التي اعتنت بهذا الجانب من التفسير كتاب أضواء البيان للشنقيطي، وقد نص رحمه الله على ذلك في مقدمة تفسيره حيث قال:
[واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمرين:-
أحدهما: بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جلا وعلا من الله جلا وعلا...](٢).
وقد اهتم الشنقيطي - رحمه الله - بالترجيح بدلالة الكتاب اهتماماً بالغاً، ويعد من أكثر وجوه الترجيح التي استعملها - رحمه الله -، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
عند قوله تعالى ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾ [التوبة: ١ - ٢]، قال [ظاهر هذه الآية الكريمة العموم في جميع الكفار المعاهدين، وأنه بعد انقضاء أشهر الإمهال الأربعة المذكورة في قوله
﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾ لا عهد لكافر.

(١) ينظر: مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، اعتنى به فواز زمرلي دار ابن حزم بيروت لبنان، الطبعة الأولى ١٤١٤هـ ص٨٤، والإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الثالثة ١٤١٥هـ ٢/٣٨٧.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ١/٣٠.


الصفحة التالية
Icon