* المراد بالأمر في قوله تعالى "واستفزز" وقوله "وأجلب" وقوله "وشاركهم":
قال تعالى ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (٦٤) ﴾ [الإسراء: ٦٤].
* اختلف المفسرون في المراد بصيغ الأمر في هذه الآية على أقوال منها:-
١- أن المراد بها التهديد والوعيد للشيطان، أي افعل ذلك فسترى عاقبته الوخيمة.
٢- أن المراد بها الاستخفاف بالشيطان وبمن اتبعه(١).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[قال الشنقيطي - رحمه الله -: الذي يظهر لي أن صيغ الأمر في قوله تعالى "واستفزز" وقوله "وأجلب" وقوله "وشاركهم، إنما هي للتهديد، أي افعل ذلك فسترى عاقبته الوخيمة كقوله تعالى: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ [فصلت: ٤٠] وبهذا جزم أبو حيان في البحر(٢) وهو واضح كما ترى](٣).
* دراسة الترجيح:-

(١) ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٠/٢٥٢، وفتح القدير للشوكاني ٣/٣٣٦.
(٢) البحر المحيط لأبي حيان ٧/٩٧.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣١٧.


الصفحة التالية
Icon