وقال بعض أهل العلم: "بإمامهم" أي بكتابهم الذي أنزل على نبيهم من التشريع، وممن قال به: ابن زيد، واختاره ابن جرير(١).
وقال بعض أهل العلم: ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ أي ندعو كل قوم بمن يأتمون به، فأهل الإيمان أئمتهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وأهل الكفر أئمتهم سادتهم وكبراؤهم من رؤساء الكفرة، كما قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ Zp£Jح r& يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ [القصص: ٤١]، وهذا الأخير أظهر الأقوال عندي - والعلم عند الله تعالى -](٢).
* دراسة الترجيح:-
قال بعض المفسرين(٣) إن المراد بـ"إمامهم" في هذه الآية نبيهم، ويدل لهذا قوله تعالى ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٤٧) ﴾ [يونس: ٤٧]، وقوله تعالى ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١) ﴾ [النساء: ٤١] ونحوها من الآيات.
وقال بعض المفسرين(٤) إن المراد بـ"إمامهم" من يأتمون به كالأنبياء للمؤمنين، وأئمة الكفر للكافرين، كما قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ Zp£Jح r& يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ [القصص: ٤١].
وذهب بعض المفسرين(٥) إلى أن المراد بـ"إمامهم" كتابهم الذي أنزل على نبيهم من التشريع.

(١) جامع البيان للطبري ٨/١١٦.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٢٢.
(٣) هذا قول قتادة ومجاهد ينظر جامع البيان للطبري ٨/١١٥، واختاره الخازن في لباب التأويل ٤/١٣٩، والواحدي في الوجيز ٢/٦٤٢، تحقيق صفوان داودي، دار القلم دمشق، والدار الشامية بيروت، ط١ ١٤١٥هـ.
(٤) اختار هذا القول أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/٣٨٦، وابن عاشور في التحرير والتنوير ١٥/١٦٨.
(٥) هذا قول ابن زياد ينظر جامع البيان للطبري ٨/١١٦، واختاره الطبري في جامع البيان ٨/١١٦، ومكي في تفسير المشكل ص١٣٩.


الصفحة التالية
Icon