وذهب بعض المفسرين(١) إلى أن المراد به كتاب أعمالهم، واستدلوا له بقوله تعالى
﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢) ﴾ [يس: ١٢]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) ﴾ [الجاثية: ٢٨]، وقوله تعالى
﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ﴾ [الكهف: ٤٩]، وقوله تعالى
﴿ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) ﴾ [الإسراء: ١٣]، وقوله تعالى في هذه الآية ﴿ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾.
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن المراد بالإمام في هذه الآية هو من يؤتم به على عمومه لأن ذلك أقرب إلى المعنى اللغوي للإمام(٢) فيدخل في ذلك الأنبياء وأئمة الهدى والضلالة والأعمال والكتاب المنزل - وقد أشار إلى هذا كثير من المفسرين(٣) - والله أعلم -.
سورة الكهف
* المراد بقوله تعالى "قيماً":-
قال تعالى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ %y`uqدم ٢ (١) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (٢) ﴾ [الكهف: ١، ٢].
(٢) ينظر: لسان لابن منظور ١٢/٢٤، والكشاف للزمخشري ٣/٥٣٧.
(٣) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/٢٧٩، والكشاف للزمخشري ٣/٥٣٧، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/٤٧٣، وأنوار التنزيل للبيضاوي ١/٥٧٨، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود ٥/١٨٧ وغيرهم.