وقال بعض المفسرين(١) إن المراد بقوله تعالى "قيما" أي أنه قيم على ما قبله من الكتب السماوية ومهيمن عليها كقوله تعالى ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: ٤٨].
وقيل إن المراد أنه قيم بمصالح الخلق الدينية والدنيوية(٢).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن المراد بقوله تعالى "قيماً" أي مستقيماً لا ميل فيه ولا زيغ - وهو قول جمهور المفسرين-، ويدل له قوله تعالى ﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) ﴾ [البينة: ٢ - ٣]، وقوله تعالى ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: ٩] وقوله تعالى ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ %y`uqدم ﴾ [الكهف: ١] ونحوها من الآيات.
* المراد بـ"لعل" في قوله تعالى:-
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (٦) ﴾ [الكهف: ٦].
* اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى "فلعلك" في هذه الآية على أقوال منها:-
١- أنها للإشفاق عليه - ﷺ - أن يبخع نفسه لعدم إيمانهم به.
٢- أنها للنهي، أي لا تبخع نفسك لعدم إيمانهم.
٣- أنها للاستفهام المضمن معنى الإنكار(٣).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:

(١) هذا قول الفراء في معاني القرآن ٢/١٣٣.
(٢) ينظر: التفسير الكبير للرازي ٢١/٦٤، والتحرير والتنوير لابن عاشور ١٥/٢٤٨.
(٣) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان ٧/١٣٨ - ١٣٩، والدر المصون للسمين الحلبي ٤/٤٣٤.


الصفحة التالية
Icon