اعلم أولاً أن لفظة "لعل" تكون للترجي في المحبوب، وللإشفاق في المحذور، واستظهر أبو حيان في البحر المحيط أن "لعل" في قوله تعالى هنا "فلعلك باخع نفسك" للإشفاق عليه - ﷺ - أن يبخع نفسه لعدم إيمانهم به(١).
وقال بعضهم: إن "لعل" في الآية للنهي... ، وعلى هذا القول فالمعنى: لا تبخع نفسك لعدم إيمانهم.
وقيل هي في الآية للاستفهام المضمن معنى الإنكار...
وأظهر هذه الأقوال عندي في معنى "لعل" أن المراد بها في الآية النهي عن الحزن عليهم.
وإطلاق لعل مضمنة معنى النهي في مثل هذه الآية أسلوب عربي يدل عليه سياق الكلام.
ومن الأدلة على أن المراد بها النهي عن ذلك كثرة ورود النهي صريحاً عن ذلك، كقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: ٨]، وقوله ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الحجر: ٨٨]، وقوله ﴿ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٦٨) ﴾ [المائدة: ٦٨]، إلى غير ذلك من الآيات، وخير ما يفسر به القرآن القرآن](٢).
* دراسة الترجيح:-
قال بعض المفسرين(٣) إن معنى "لعل" في هذه الآية الإشفاق عليه - ﷺ - أن يبخع نفسه لعدم إيمانهم به.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٣٨ - ٣٣٩.
(٣) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان ٧/١٣٩، وروح المعاني للألوسي ١٥/٢٩٨، حيث استظهرا هذا القول.