وقال بعض المفسرين(١) إن "لعل" في الآية للنهي، أي: لا تبخع نفسك لعدم إيمانهم، ومن الأدلة على أن المراد بها النهي عن ذلك كثرة ورود النهي صريحاً عن ذلك كقوله تعالى ﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: ٨]، وقوله تعالى ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الحجر: ٨٨]، وقوله تعالى ﴿ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٦٨) ﴾ [المائدة: ٦٨]، ونحوها من الآيات، وإطلاق "لعل" مضمنة معنى النهي أسلوب عربي يدل عليه سياق الكلام.
وقيل إن "لعل" هنا للاستفهام المضمن معنى الإنكار(٢).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن معنى "لعل" هنا هو النهي عن الحزن عليهم، ومن الأدلة على أن المراد بها النهي عن ذلك كثرة ورود النهي صريحاً عن ذلك في القرآن كقوله تعالى
﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: ٨]، وقوله تعالى ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الحجر: ٨٨]، وقوله تعالى ﴿ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٦٨) ﴾ [المائدة: ٦٨] ونحوها من الآيات، وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن نفسه - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى:-
﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (٩) ﴾ [الكهف: ٩].
* اختلف المفسرون في معنى هذه الآية الكريمة على أقوال منها:-
١- أن المعنى: أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً، فإن ما خلقت من السموات والأرض وما فيهن من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف.
(٢) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط ٧/١٣٨، والسمين الحلبي في الدر المصون ٤/٤٣٤، وهو رأي الكوفيين، والتقدير: هل أنت باخع نفسك ؟..