الذي يظهر مما تقدم أن معنى الآية: أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً، فإن ما خلقت من السموات والأرض وما فيهن من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف - وهو قول جمهور المفسرين - ويدل لهذا آيات كثيرة كما تقدم(١) - والله أعلم -.
* المراد بـ"الرقيم" في قوله تعالى:
﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (٩) ﴾ [الكهف: ٩].
* اختلف العلماء في المراد بـ"الرقيم" في هذه الآية على أقوال منها:-
١- أنه فعيل بمعنى مفعول أي المرقوم، من رقمت الكتاب إذا كتبته، فهو كتاب أو لوح أو حجر كتب فيه شأن أصحاب الكهف.
٢- أنه اسم كلبهم.
٣- أنه بلدة بالروم.
٤- أنه اسم الجبل الذي فيه الكهف.
٥- أنه اسم الوادي الذي فيه الكهف(٢).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[اختلف العلماء في المراد بـ(الرقيم) في هذه الآية على أقوال كثيرة، قيل الرقيم: اسم كلبهم.. ، وعن الضحاك أن الرقيم: بلدة بالروم، وقيل: اسم الجبل الذي فيه الكهف، وقيل: اسم للوادي الذي فيه الكهف، والأقوال فيه كثيرة...
وأظهر الأقوال عندي بحسب اللغة العربية وبعض آيات القرآن أن الرقيم معناه: المرقوم، فهو فعيل بمعنى مفعول، من رقمت الكتاب إذا كتبته، ومنه قوله تعالى ﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٩) ﴾ [المطففين: ٩]، سواء قلنا: إن الرقيم كتاب كان عندهم فيه شرعهم الذي تمسكوا به، أو لوح من ذهب كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم وقصتهم وسبب خروجهم، أو صخرة نقشت فيها أسماؤهم، والعلم عند الله تعالى](٣).
* دراسة الترجيح:-

(١) كما تقدم في دراسة الترجيح.
(٢) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي ٣/٦٦، وفتح القدير للشوكاني ٣/٣٧٧، والصحاح للجوهري ٥/١٩٣٥ - ١٩٣٦، تحقيق أحمد عطار، دار العلم للملايين، بيروت ط٢ ١٣٩٩هـ.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤١.


الصفحة التالية
Icon