الظاهر أن أصحاب الكهف والرقيم طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين: أحدهما معطوف على الآخر، خلافاً لمن قال: إن أصحاب الكهف طائفة، وأصحاب الرقيم طائفة أخرى، وأن الله قص على نبيه في هذه السورة الكريمة قصة أصحاب الكهف ولم يذكر له شيئاً عن أصحاب الرقيم، وخلافاً لمن زعم أن أصحاب الكهف هم الثلاثة الذين سقطت عليهم صخرة فسدت عليهم باب الكهف الذي هم فيه، فدعوا الله بأعمالهم الصالحة وهم: البار بوالديه، والعفيف، والمستأجر، وقصتهم مشهورة ثابتة في الصحيح(١)، إلا أن تفسير الآية بأنهم هم المراد بعيد كما ترى](٢).
* دراسة الترجيح:-
قال جمهور المفسرين(٣) إن أصحاب الكهف والرقيم طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين أحدهما معطوف على الآخر.
وقال بعض المفسرين(٤) إن أصحاب الكهف طائفة، وأصحاب الرقيم طائفة أخرى، والله سبحانه قص على نبيه - ﷺ - قصة أصحاب الكهف، ولم يذكر شيئاً عن أصحاب الرقيم.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤١.
(٣) ينظر: جامع البيان للطبري ٨/١٨٢، ومعالم التنزيل للبغوي ٣/١٤٥، والبحر المحيط لأبي حيان ٧/١٤٢، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٧٤، وروح المعاني للألوسي ١٥/٣٠٤ وغيرهم.
(٤) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط ٧/١٤٢، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٠/٣١١.