وقيل (١) إن أصحاب الرقيم هم الثلاثة الذين سقطت عليهم صخرة فسدت عليهم باب الكهف الذي هم فيه، فدعوا الله بأعمالهم الصالحة، وهم: البار بوالديه، والعفيف، والمستأجر، وقصتهم مشهورة ثابتة في الصحيح(٢).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن أصحاب الكهف والرقيم طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين أحدهما معطوف على الآخر - وهو قول جمهور المفسرين -، أما الأقوال الأخرى فإنها بعيدة - والله أعلم -.
* إعراب قوله تعالى ﴿ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً ﴾
قال تعالى ﴿ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (١٥) ﴾ [الكهف: ١٥].
* اختلف العلماء في إعراب قوله تعالى: ﴿ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً ﴾ على أقوال منها:-
١- أن قوله تعالى "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" عطف بيان، والخبر جملة (اتخذوا).
٢- أن "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" خبر، وجملة "اتخذوا" في محل حال(٣).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" قيل عطف بيان، والخبر جملة "اتخذوا"، وقيل "قومنا" خبر المبتدأ، وجملة "اتخذوا" في محل حال، والأول أظهر، والله تعالى أعلم](٤).
* دراسة الترجيح:-

(١) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط ٧/١٤٢، والبيضاوي في أنوارا لتنزيل ٢/٤، وأبو السعود في إرشاد العقل السليم ٥/٢٠٦.
(٢) تقدم تخريجه في ترجيح الشنقيطي.
(٣) ينظر: الدر المصون للسمين الحلبي ٤/٤٣٩، وأضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤٨.
(٤) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤٨.


الصفحة التالية
Icon